أثار النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب نادي النصر السعودي، جدلًا واسعًا مؤخرًا بعد تصريحاته التي وصف فيها جائزة الكرة الذهبية بأنها “جائزة وهمية”، وهو تصريح لم يكن الأول من نوعه حيث أعاد إلى الواجهة سلسلة من التناقضات في مواقف رونالدو تجاه الجائزة الفردية الأهم في عالم كرة القدم.
الغريب أن هذا التصريح لم يكن الأول من نوعه، ففي عام 2019 قال رونالدو بوضوح إن أكبر طموح له هو التتويج بأكبر عدد ممكن من الكرات الذهبية، ربما 6 أو 7 أو حتى 8، بهدف التفوق على غريمه التقليدي ليونيل ميسي، مؤكدًا حينها أن الجائزة تمثل معيار الأفضلية في تاريخ كرة القدم.
لكن مع فوز ميسي بالكرة الذهبية الثامنة، غيّر رونالدو موقفه بشكل ملحوظ، مشككًا في مصداقية الجائزة ومعتبرًا إياها غير عادلة. هذا التناقض لا يُعد جديدًا في تصريحات “الدون”، فقد سبق له أن قلل من قيمة الجائزة في أكثر من مناسبة، خصوصًا عندما لم يكن المرشح الأوفر حظًا لنيلها.
عندما كان يتفوق على ميسي في عدد “الأحذية الذهبية”، صرح أن هذا الإنجاز هو الأهم لأنه قائم على الأرقام والعمل الجاد، وليس نتيجة تصويت من صحفيين أو خبراء، في إشارة واضحة للتقليل من أهمية الكرة الذهبية.
ويبدو أن مقياس “الأفضلية” لدى كريستيانو يتغير بتغير المعيار الذي يتفوق فيه. فعندما يتقدم على ميسي في أحد الإنجازات، يصبح ذلك المعيار هو الأهم، وعندما يتفوق عليه ميسي، يبدأ في التشكيك بأهمية ذلك الإنجاز.
في النهاية، ليست هذه المرة الأولى التي يناقض فيها كريستيانو رونالدو نفسه، لكنها بالتأكيد تفتح الباب للنقاش حول مدى موضوعية تصريحاته، خاصة حين يتعلق الأمر بصراعه التاريخي مع ميسي.